صدقة جارية للمرحوم/ حمد البراهيم الحسون » تفسير ابن كثر » سورة البقرة
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) (البقرة) 

يَقُول تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَدًّا عَلَى الْكُفَّار فِيمَا اِبْتَدَعُوهُ وَأَحْدَثُوهُ مِنْ الشِّرْك بِاَللَّهِ الْمُخَالِف لِمِلَّةِ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل إِمَام الْحُنَفَاء فَإِنَّهُ جَرَّدَ تَوْحِيد رَبّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَلَمْ يَدْعُ مَعَهُ غَيْره وَلَا أَشْرَكَ بِهِ طَرْفَة عَيْن وَتَبَرَّأَ مِنْ كُلّ مَعْبُود سِوَاهُ وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ سَائِر قَوْمه حَتَّى تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ فَقَالَ يَا قَوْم " إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْت وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ " وَقَالَ تَعَالَى " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ وَقَوْمه إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ " وَقَالَ تَعَالَى " وَمَا كَانَ اِسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيم لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيم لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ " وَقَالَ تَعَالَى " إِنَّ إِبْرَاهِيم كَانَ أُمَّة قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اِجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَة لَمِنْ الصَّالِحِينَ" وَلِهَذَا وَأَمْثَاله قَالَ تَعَالَى : " وَمَنْ يَرْغَب عَنْ مِلَّة إِبْرَاهِيم إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسه " أَيْ ظَلَمَ نَفْسه بِسَفَهِهِ وَسُوء تَدْبِيره بِتَرْكِهِ الْحَقّ إِلَى الضَّلَال حَيْثُ خَالَفَ طَرِيق مَنْ اُصْطُفِيَ فِي الدُّنْيَا لِلْهِدَايَةِ وَالرَّشَاد مِنْ حَدَاثَة سِنِّهِ إِلَى أَنْ اِتَّخَذَهُ اللَّه خَلِيلًا وَهُوَ فِي الْآخِرَة مِنْ الصَّالِحِينَ السُّعَدَاء فَمَنْ تَرَكَ طَرِيقه هَذَا وَمَسْلَكه وَمِلَّته وَاتَّبَعَ طُرُق الضَّلَالَة وَالْغَيّ فَأَيّ سَفَه أَعْظَم مِنْ هَذَا ؟ أَمْ أَيْ ظُلْم أَكْبَر مِنْ هَذَا كُلّه قَالَ تَعَالَى : " إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَقَتَادَة : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة فِي الْيَهُود أَحْدَثُوا طَرِيقًا لَيْسَتْ مِنْ عِنْد اللَّه وَخَالَفُوا مِلَّة إِبْرَاهِيم فِيمَا أَحْدَثُوهُ وَيَشْهَد لِصِحَّةِ هَذَا الْقَوْل قَوْل اللَّه تَعَالَى " مَا كَانَ إِبْرَاهِيم يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيم لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاَللَّه وَلِيّ الْمُؤْمِنِينَ " .
كتب عشوائيه
- فقه السنة: كتاب الحج
المؤلف : Sayid Sabiq
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/1395
- سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلمسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: كتاب يذكر مقتطفات من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/321957
- دليل الحاج والمعتمردليل الحاج والمعتمر : أخي قاصد بيت الله .. إذا كان لكل ركب قائد، ولكل رحلة دليل؛ فإن قائد ركب الحجيج هو محمد - صلى الله عليه وسلم - ودليلهم هو هديه وسنته فهو القائل: { خذوا عني مناسككم }. ولذا كان لزاماً على كل من قصد بيت الله بحج أو عمرة أن يتعلم الهدي النبوي في ذلك عن طريق كتب المناسك الموثوقة وسؤال أهل العلم عما يشكل عليه. وبين يديك أيها الحاج الكريم هذا الكتاب الواضح في عبارته الجديد في شكله، يبسط لك أحكام الحج والعمرة، بالعبارة الواضحة والصورة الموضحة، آمل أن تجعله دليلاً لك في حجك وعمرتك .. - ملحوظة: الكتاب به نقص، ولم نتمكن من تداركه، والله المستعان.
المؤلف : Thalal bin Ahmad Al Aqil
الناشر : www.mnask.com The site of the rites
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/191593
- سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلمسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: كتاب يذكر مقتطفات من سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/321957
- محمد بن عبدالوهاب، حياته، تعاليمه، و تأثيرهمحمد بن عبدالوهاب، حياته، تعاليمه، و تأثيره: كتاب من 396 صفحة، ولا يعنى بالسياسة و لا تفضيل نظام عن آخر، إنما يعنى ببيان حقيقة الإسلام كما دعى إليه النبي صلى الله عليه و سلم، ثم العناية بحق أحد علماء المسلمين الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
المؤلف : Jamaal Zarabozo
الناشر : Ministry of Islamic Affairs, Endowments, Da‘wah and Guidance
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/54190