صدقة جارية للمرحوم/ حمد البراهيم الحسون » تفسير ابن كثر » سورة يونس
فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) (يونس) 

يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يُؤْمِن بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام مَعَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْآيَات الْبَيِّنَات وَالْحُجَج الْقَاطِعَات وَالْبَرَاهِين السَّاطِعَات إِلَّا قَلِيل مِنْ قَوْم فِرْعَوْن مِنْ الذُّرِّيَّة وَهُمْ الشَّبَاب عَلَى وَجَل وَخَوْف مِنْهُ وَمِنْ مَلَئِهِ أَنْ يَرُدُّوهُمْ إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْر لِأَنَّ فِرْعَوْن لَعَنَهُ اللَّه كَانَ جَبَّارًا عَنِيدًا مُسْرِفًا فِي التَّمَرُّد وَالْعُتُوّ وَكَانَتْ لَهُ سَطْوَة وَمَهَابَة تَخَاف رَعِيَّته مِنْهُ خَوْفًا شَدِيدًا . قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّة مِنْ قَوْمه عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنهُمْ " قَالَ فَإِنَّ الذُّرِّيَّة الَّتِي آمَنَتْ لِمُوسَى مِنْ أُنَاس غَيْر بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ قَوْم فِرْعَوْن يَسِير مِنْهُمْ اِمْرَأَة فِرْعَوْن وَمُؤْمِن آل فِرْعَوْن وَخَازِن فِرْعَوْن وَامْرَأَة خَازِنه وَرَوَى عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّة مِنْ قَوْمه " يَقُول بَنِي إِسْرَائِيل وَعَنْ اِبْن عَبَّاس وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة الذُّرِّيَّة الْقَلِيل وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله إِلَّا ذُرِّيَّة مِنْ قَوْمه قَالَ هُمْ أَوْلَاد الَّذِينَ أُرْسِل إِلَيْهِمْ مُوسَى مِنْ طُول الزَّمَان وَمَاتَ آبَاؤُهُمْ ; وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير قَوْل مُجَاهِد فِي الذُّرِّيَّة أَنَّهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل لَا مِنْ قَوْم فِرْعَوْن لِعَوْدِ الضَّمِير عَلَى أَقْرَب الْمَذْكُورِينَ وَفِي هَذَا نَظَر لِأَنَّهُ أَرَادَ بِالذُّرِّيَّةِ الْأَحْدَاث وَالشَّبَاب وَأَنَّهُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فَالْمَعْرُوف أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل كُلّهمْ آمَنُوا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَاسْتَبْشَرُوا بِهِ وَقَدْ كَانُوا يَعْرِفُونَ نَعْته وَصِفَته وَالْبِشَارَة بِهِ مِنْ كُتُبهمْ الْمُتَقَدِّمَة وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى سَيُنْقِذُهُمْ بِهِ مِنْ أَسْر فِرْعَوْن وَيُظْهِرهُمْ عَلَيْهِ وَلِهَذَا لَمَّا بَلَغَ هَذَا فِرْعَوْن حَذِرَ كُلّ الْحَذَر فَلَمْ يُجْدِ عَنْهُ شَيْئًا وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى آذَاهُمْ فِرْعَوْن أَشَدّ الْأَذَى , وَ " قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْل أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْد مَا جِئْتنَا قَالَ عَسَى رَبّكُمْ أَنْ يُهْلِك عَدُوّكُمْ وَيَسْتَخْلِفكُمْ فِي الْأَرْض فَيَنْظُر كَيْف تَعْمَلُونَ " وَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَكَيْف يَكُون الْمُرَاد إِلَّا ذُرِّيَّة مِنْ قَوْم مُوسَى وَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيل " عَلَى خَوْف مِنْ فِرْعَوْن وَمَلَئِهِمْ " أَيْ وَأَشْرَاف قَوْمهمْ أَنْ يَفْتِنهُمْ وَلَمْ يَكُنْ فِي بَنِي إِسْرَائِيل مَنْ يُخَاف مِنْهُ أَنْ يَفْتِن عَنْ الْإِيمَان سِوَى قَارُون فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ قَوْم مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ لَكِنَّهُ كَانَ طَاوِيًا إِلَى فِرْعَوْن مُتَّصِلًا بِهِ مُتَعَلِّقًا بِحِبَالِهِ ; وَمَنْ قَالَ إِنَّ الضَّمِير فِي قَوْله وَمَلَئِهِمْ عَائِد إِلَى فِرْعَوْن وَعِظَم الْمُلْك مِنْ أَجْل اِتِّبَاعه أَوْ بِحَذْفِ آل فِرْعَوْن وَإِقَامَة الْمُضَاف إِلَيْهِ مَقَامه فَقَدْ أَبْعَدَ وَإِنْ كَانَ اِبْن جَرِير قَدْ حَكَاهُ عَنْ بَعْض النُّحَاة . وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي بَنِي إِسْرَائِيل إِلَّا مُؤْمِن قَوْله تَعَالَى .
كتب عشوائيه
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم نعمة على البشريةالنبي محمد صلى الله عليه وسلم نعمة على البشرية: تعريف مختصر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، والتعريف بنسبه، ومولده، وبعض صفاته، وآدابه، وأخلاقه، ودعوته، وحياته.
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
الناشر : International Islamic Publishing House
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/313868
- الدورة الشرعية للمسلمين الجددالدورة الشرعية للمسلمين الجدد: هذا الكتاب عبارة عن منهج للمسلمين الجدد؛ حيث قُسِّم إلى عدة أقسام: عقيدة وتوحيد، وعبادات، وتزكية، وغير ذلك.
المؤلف : Mohammed Moin Uddin Siddique
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/341096
- هل العهد الجديد كلمة الله؟هذا الكتاب يهدف إلى تفنيد زعم من ينسبون العهد الجديد لله عز وجل وذلك من خلال بعص الفصول التالية: إبطال نسبة الإنجيل والرسائل الإنجيلية للحواريين، المصادر الوثنية القديمة للعهد الجديد، إنجيل المسيح، توثيق العهد الجديد، أخطاء الإنجيل، تبديلات في العهد الجديد، تناقضات في الإنجيل، الآثار الأخلاقية والتشريعية للعهد الجديد.
المؤلف : Munqith ibn Mahmood As-Saqqar
المدقق/المراجع : Abu Adham Osama Omara
الناشر : http://www.saaid.net - Saaid Al Fawaed Website
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/311738
- فتح رب البرية بتلخيص الحموية"فتح رب البرية بتلخيص الحموية"، وهو تلخيص لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، "الحموية في العقيدة".
المؤلف : Sheikh-ul-Islam ibn Taymiyyah
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/145683
- الرسالةكتاب الرسالة للإمام الشافعي - رحمه الله - أول كتاب صنف في علم أصول الفقه، وهو من أنفس ما كتب في هذا الفن، قال عنه عبد الرحمن بن مهدي «لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني، لأنني رأيت كلام رجل عاقل فصيح، ناصح، فإني لأكثر الدعاء له».
المؤلف : Muhammad Bin Idrees Al-Shafaei - Mohammed Bin Idrees Al-Shafai
المدقق/المراجع : Muhammad AbdulRaoof
المصدر : http://www.islamhouse.com/p/344944